ألمانيا رائدة الإستشراق

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عندما بدئت أوروبا في صراع البحث عن الهوية والقومية كان الألمان في الحقيقة هم من أوائل الباحثون في هذا المجال، وكانوا هم رواد الثقافة في أوروبا كلها ومنها خرج المنادون بدراسة الهوية والقومية والثقافة واللغة من أول جوته حتى زئيف بنيامين هيرتزل، ولقد تميز الألمان في دراساتهم للثقافات واللغات بالحيادية -إلى حداً ما- والتخلي عن الإرث الجودو-كريستيان (المسيحي-اليهودي) -والذي يحمله الغرب حتى الأن دون أن يدري- عند دراسة ثقافات الشرق القديم والحديث، فكثير من العلماء الألمان عند دراستهم للأعراق القديمة قاطنة الشرق الأدنى ولوا ظهورهم لجداولو تصنيفات التوراة المتحيزة والغير دقيقة، كما إنهم عند دراستهم للثقافة العربية والإسلام أستطاع بعضهم -وليس كلهم- التخلص من إرث القرون الوسطى والحروب الصليبية وإلتزام الحيادية وأكبر مثال على ذلك هو العظيم جوتة والذي وصلت به دراسة الإسلام إلى كتابة قصائد مدح في النبي محمد (ص) تعد الأن من تراث وعيون الأدب الألماني، لذلك منذ بداية حمى الإستشراق في الغرب كانت ألمانيا هي الرائدة بلا منازع، لدرجة إنه أصبح لزاماً على الملتحقين بدراسة اللغات الشرقية وخاصة العبرية والعربية تعلم الألمانية بجانبهم حتى يتثنى له قراءة الكتب الألمانية العظيمة عنها وقراءة الأبحاث والأكتشافات الكبيرة -وهذا ما تفعله الجامعات المصرية في تدريس اللغة الألمانية بقسم اللغة العبرية- فيكفي أن نعرف أن أفضل نظريات علم اللغة الحديثة هي ألمانية النشأة وأن أنجح فك لنقوش الشرق الأدنى القديم هي تلك الألمانية.

إن الألمان كانوا دائماً رواد الهوية الغربية، وكتابتاهم هي التي قادت العصر الرومانسي والعصر التالي له وهي التي ساعدت الشعوب على إعادة تعريف الهويات والأعراق للشعوب الأخرى، فمن ألمانيا خرجت مصطلحات مثل " اللغات السامية" واللغات " الآرية" و" اللغات الهندو-أوروبية" ، إن ألمانيا هي دراسة الثقافات ورائدة الإستشراق في الغرب بلا منازع رغم محاولة الأمريكان " ولاد أمبارح" لمماثلة النجاح الألماني إلا أن ألمانيا قد حفرت إنجازاتها في وجه التاريخ بالفعل بحيث لم تترك مجال لدولة اخرى أن تشاركها مكانتها، ورغم أن ألمانيا قد تعرضت لفترة من التشويش والسلوك الخطأ إلا أن ذلك كان جزء من الثقافة وخط السير الغربي وليس حياداً عنه وكان واجباً حتى يصحح العالم الغربي نظرته وأفكاره للآخر والذي كان يدرسه بحيادية ثم يستخدم تلك الدراسات في أغراض عنصرية عرقية.

إنني وبكل إمتنان أقول إن أسهامات ألمانيا في مجال الإستشراق قد جعلت منها رائدة هذا المجال بلا منازع

شكر ا
موضوع اكثر من رائع

موضوع ممتاز جزاك الله خيرا

» ملفات سمعية رائعة لمشاهد من الحياة اليومية فى ألمانيا
» اسلام ألماني وألمانية في محاضرة للشيخ الحويني في ألمانيا